القائمة الرئيسية

الصفحات

 

فقد الروح بقلم هديل  شوقي

جريدة أماليا

"فقد الروح"

هديل شوقي 

كشبحٍ يطاردنا في الظلام ونحن نرتجف، لا نعلم ماذا نفعل، وإلى أين نذهب، كطيرٍ يقع من السماء عندما نجح ذاك الكائن البشري باصطياده، كسماءٍ ملبدةٍ بالغيوم لم تستطع أن تتحمل ما بها وأمطرت، هكذا كان شعورنا بالفقد؛ يشبه الشبح الذي يطاردنا في ظلام اليأس الذي ملأ قلوبنا، مثلما كانت أحلامنا كالطير، هوى بها فقدان الأمل إلى القاع بعدما تمكن من الوصول إلينا، أصبحت روحنا لا تتحمل تلك الهزيمة؛فاستسلمت لدموعها وتساقطت كقطرات المطر، كيف لأحدٍ أن يصل لتلك المرحلة؟! كيف لقلوبهم أن تكون قاسية علينا هكذا؟! شعورنا بالفقد والخذلان يشبه العاصفة، عندما تأتي تدمر كل شئٍ حولها، حينها لا نستطيع أن نتجاوز كل هذا الألم، فقط نظل نراقب أحلامنا التي تناثرت مثل التراب في الهواء، نراقب من تركونا نتألم خلفهم ولم ينظروا وراءهم ليعلموا كيف كان بُعدهم بمثابة قطر مر على جسدنا ودهسه، وما كان للروح إلا أن تذهب لخالقها حينها.

عندما نفقد شخصًا أو شيئًا عزيزًا علينا، نصبح ضائعين؛ لا نفقه أي شيء أو من نحن، وماذا نفعل في هذه الدنيا، تُصبح قلوبنا أسيرةً لهم، تنبض بهم، فكيف لتلك القلوب أن تتحمل شعورًا قاسيًا مثل الفقد؟! لا يتمثل الفقد فقط حول فقد صديقٍ أو عزيزٍ علينا، ولكن الفقد أحيانًا يتمثل في فقدنا لأنفسنا؛ نتيجةً لتراكمات من الخذلان ممن حولنا، فقدنا لين قلوبنا بعدما قست عليها قلوب الآخرين، وأصبح من الضرورة أن نصبح مثلهم لنكمل تلك الحياة البائسة، فقدنا الثقة في كل من حولنا، ماذا بعد؟!

لنرى ما مدى تأثير الفقد علينا: نفسٌ تائهة، عقلٌ مشوش، روحٌ منهكة، قلبٌ ضعيف، ومثل هذا الكثير، علينا فقط أن نحرق ما مضى من أحزان، وبلهيبها ننير طريق السعادة؛ فقلوبنا بحاجة إلى أن تنبض مرة أخرى كأن شيئًا لم يكن.


تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق
  1. So proud of you ❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  2. 💞💞💞💞جميلة جدااا

    ردحذف
  3. جميل جدا ووصف لحاله اغلبنا فيها عاش يحبيبي��❤️ربنا يوفقك ف الجاي يقلبي❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  4. جميله جدا جدا ربنا يوفقك ياااختى يارب

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع