القائمة الرئيسية

الصفحات

 جريدة أماليا

جريده أماليا 
للكاتبه: حنين الحسينى 

قصة بعنوان: الدفء الحقيقي

أقبل الشِّتاءُ سريعاً وبدأتْ أمُّ سمير تستعدُّ لقُدومِ الشتاء فاصطحبتْ صغيرَها سمير لمتجر الثِّيابِ الشِّتويَّة كي تشتريَ له معطفاً ثقيلاً وكُوفيَّةً من الصُّوفِ يستقبل بهما فصلَ الشتاء البارد.

في متجرِ الثياب أخذ سمير يتجوَّل مع أمِّه حتى أعجبه معطفٌ أسودُ وكوفيَّةٌ حمراءُ فأشار لأمِّه بأنَّه أُعجب بهما وعلى الفور اشترتْ له أمُّه المعطفَ والكوفيَّة.

في صباح اليوم التالي ارتدى سمير ثيابَه الجديدةَ وذهب للمدرسة، كان يشعر بدفءٍ كبيرٍ ولم يتسرَّبِ البردُ لمفاصلِه بل كان يتحرَّك بحُرِّيَّةٍ شديدةٍ رُغم برودةِ الْجَوِّ، قضى سمير يومَه الدِّراسيَّ وهو سعيدٌ بذلك الدِّفْءِ الذي يغمر جسدَه وفي سرِّه أخذ يدعو لأمِّه التي اشترت له هذا المعطفَ الثقيلَ.

دقَّ جرسُ الخروجِ من المدرسة وخرج سمير متَّجهًا لدارِه، كان الجوُّ شديدَ البرودة والسَّماءُ تُوحي بقربِ سقوط الأمطار، الجميعُ يسرعون إلى منازلِهم قبل سُقوطِ المطر، وكذلك سمير يُسرع في سيره كي يصلَ لدارِه قبل أن يسقُطَ المطر.

فجأةً وفي أثناءِ سير سمير لَاحَظ ذلك الطفلَ الصَّغيرَ الذي في مثلِ عمره الذي يبيعُ المناديلَ بالقرب من داره، كان الطفلُ الصَّغيرُ ينتفض بشدَّةٍ من شدَّةِ البرد، رقَّ قلبُ سمير لذلك الصغير الذي يقف في الشَّارع يبيع بعضَ المناديل ليجدَ قُوتَ يومِه ويُساعد أسرتَه الفقيرةَ، تأمَّل سميرٌ الطفلَ للحظاتٍ قبل أن يُسرعَ كالصَّاروخِ لمنزلِه ويفتحَ صوانَ ثيابِه ويبحثَ في الصِّوانِ ثمَّ يخرج معطفين جميلين.

أخرج سمير المعطفين من صوان ثيابه ثمَّ أسرع لأمِّه قائلاً: أمِّي.. لقد لاحظتُ طفلاً صغيرًا منظرُه يستدعي الشَّفقة يقف في البرد يبيع المناديل.. ثوبُه خفيف لا َيقِيه البردَ أبدًا.. بحثتُ في صوان ثيابي ووجدت معطفين لم أعدْ أرتديهما لأنِّي كبرْتُ فهل تسمحين أن أُهديَ له هذين المعطفين؟

فرحتِ الأمُّ بصغيرها سمير وهتفت قائلةً: بل أشجِّعك أن تُهديَهما إليه.. من حقِّ هذا الطفل الفقير أن يشعُرَ بالدِّفءِ مثلنا.

فرح سمير بتشجيع أمِّه وأسرع حاملاً المعطفين متجهًا للصَّغير الذي يقف في الشارع كالعصفورِ المبتلِّ، كانت سعادةُ الطفلِ الصغيرِ بلا حدودٍ وهو يأخذ المعطفين من سمير ويدعُو له.

عاد سمير أدراجَه لداره وهو يشعر بالدفءِ أكثرَ مِن ذي قبل.. لقد عرف الآن معنى الدفءِ الحقيقيِّ.

هحكيلكوا حكاية هي غريبة جدًا الصراحة
في الأول كدا أنا كنت عايش برا مصر وفي يوم رجعت لبلدي تاني عادي وأنا في المطار كنت ببعت رسايل لأخويا عشان أعرفه هقابله فين والحقيقه تقال أنا مكنتش مركز غير في الموبايل المهم خبطت في بنت سبحان الله وماشاء الله عليها حقيقي خبطت في قمر حقيقي يعني،  المهم كانت مستعجلة جدُا وأنا خبطت فيها جامد المهم البنت دي اتعصبت جامد وسمعتني كلمتين أنا أستاهلهم الصراحة والحمد لله الموضوع عدى وكل واحد مشى في طريقه عادي 
بس اللي مش عادي إني أطلع أقابل أخويا وأخده ونركب العربية ونيجي ندور العربية ونمشي تطلع نفس البنت في وشنا وكنا هنخبطها، بس المرة دي هي اللي كانت غلطانة وأتأسفت وخلاص الموضوع عدى على خير 

أروح البيت وأسلم على أهلي وأقعد معاهم كتير بعد غياب طويل عنهم وبعد وصولي بعشر أيام كان فرح أخويا وروحت القاعة و احنا في نص الفرح برقص عادي ومرة واحدة ايدي خبطت في حد فاتدورت عادي عشان أتأسف للي خبطته، بس برضو اللي مش عادي إني لما أتدور ألاقي اللي خبطته هو نفس البنت اللي خبطت فيها في المطار وقفت مرة واحدة أنا وهي بصينا لبعض وتنحنا كدا 
_ انتِ
= أنت هو أنت يا أستاذ طالعلي في البخت
_ أنا بس نفسي أفهم أنت أنسانة ولا عفريت علشان كل شويه تطلعي في وشي 
= أنت مين زقك عليا يا أستاذ انت علشان كل شوية تطلعلي كده
_ أنتِ أصلاً بتعملي أيه هنا؟ 
= سوري يعني في اللي هقوله بس أنت مالك كان فرحك! 
_ إن جيتي للحق هو اه فرح أخويا 
= احم، اها احنا في ارضكم بقي 
_ طيب أنسى انت هنا تبع مين بالضبط 
= أنا صاحبه العروسة
_ تمام اتشرفت بيكي
= شكرًا 
( متستغربوش اننا اتكلمنا كل دا وسط الدوشه دي احنا كنا بنصوت اصلًا) 
المهم اليوم الحمدلله عدى على خير بس سبحان الله كل شويه تطلع في وشي حقيقي حسيتها عفريت أصلا مش بني أدم زيه زينا كدا خالص 
بعد أسبوعين روحنا لاخويا البيت علشان السبوع وكدا دخلنا وقعدت وبعدين دخلت المطبخ علشان أجيب لأمي كوباية مياه عادي 
وبرضو اللي مش عادي إني لقيت البنت دي واقفه جوا المطبخ في شقة اخويا
_ لا بقي كدا كتير أنت اكيد مش انسانة زينا دي المره الرابعة اللي تطلعي فيها قدامي حقيقي انا بدأت أقلق لو انت جنية قوليلي وريحيني يا ستي بقي 
= أستني يا أستاذ يا بتاع الجن انت انا هفهمك كل حاجة
_ فهميني خلينا نخلص من أمور السحرة اللي احنا فيها دي 
= هي مش أنجي صحبتي وانا قولتلك كدا 
_ ايوا يا ستي قولتي
= وانت أخو مصطفى 
_ اقسم بالله أخوه اه
= وزي ما حضرتك تعرف إن إنجي معندهاش اخوات
_ ايوا وبعدين 
= اهو أنا بقي صحبتها الانتيم وزي اختها 
_ وبتعملي ايه في مطبخ اخويا؟ 
= متفهم بقي العروسه لازم يبقي في حد معاها اليوم دا زي اختها فأنا جيت علشان أبقي جمبها بس كدا علشان كدا أنا واقفة في المطبخ
انجي: كريم إيه يا ابني كل دا بتجيب كوبايه مياه لماما، مالك بتبص لرولا ليه كدا!
_ رولا مين؟
انجي: اللي واقفة قدامك دي 
_ هي الجنية دي اسمها رولا 
انجي: جنية! 
= انا هفهمك يا انجي بعدين 
انجي: لا بعدين ايه تعالوا نطلع برا ونفهم كلنا

المهم إنجي اخدتنا وطلعنا فهمناهم كل حاجه وكل اللي حصل 
وبعدين كل شويه يحصل حاجه وست رولا دي تطلع في وشي ما هي جنية بقي نعمل ايه 
بعد فترة انجي حملت وخلفت وطبعاً في السبوع رولا كانت موجودة والصراحة برضو هو شيء غريب حصل لإني في نفس اليوم دا اخدت انجي ومصطفى اخويا وقولتلهم أنا معجب بالجنية رولا وعاوز اتقدملها (ايوا قولت كدا بالنص) 
المهم دارت الأيام وحصل واتقدمت لرولا واتخطبنا وبرضو كل حاجه بتحصل فجأة وحاجات غريبة واتجوزنا برضو سبحان الله وبرضو الغريب اننا معانا ولاد دلوقتي تاليا وتالين توأم 
معرفش من ساعة ما الجنية رولا دي دخلت حياتي وهي بقت غريبة وجميلة اوي الصراحة، الصراحة انا من كتر الغرابة مش عارف نفسي ولا عارف في اي بيحصل 
ماشاءالله يا رولا ربنا يحميكي دخلتي حياتي شقلبتيها وهبلتيني 
طب تصدقوا حاجة اهو انا مش عارف انا حبيتها واتعلقت بيها بالشكل دا امتي حقيقي 
بس اللي أعرفه اني بعشقها بجد وحقيقي المطار والصدفة الخرافيه دي لا صدفة ايه، دي صدف حقيقي الصدف دي كانت احلى حاجة حصلتلي 

المهم يا جماعة إن الصدف حقيقي ممكن تغير حياتك وتشقلبها فوقاني تحتاني، محدش يعرف فين قدره ولا نصيبه مكتوب فين ولا مع مين ولا حتى ازاي هيقابل نصه التاني وحبه الحقيقي، علشان كدا متوقفوش حياتكم عند مرحلة معينه ولا شخص معين انت متعرفش فين نصيبك 
انا عشت كتير برا مصر وجواها بس سبحان الله حبي ونصيبي قابلته صدفة بحته بدأت من المطار، خليك واثق بربك ومؤمن إن في يوم من الأيام هتقابل اللي يغيرك ويحلي دنيتك وهو نصيبك.
ومال الدُنا سِوى صُدف..

_رنيم العشري
جريدة أماليا

صهيب الرومي 

أسماء جاب الله 
أين أنا من هؤلاء؟ و ما هذه الملابس التي يرتدونها؟ و لم يأسرون الأطفال و النساء هكذا؟ أراني في مشهد عجيب من زمن بعيد، كأني في عصر جاهلي، لفت انتباهي طفل أحمر الوجه يبكي و يهرول سعيًا ما بين الحضور، حتى اخطتفه أحد الملثمين غير آبه ببكائه و صراخه، انتقل المشهد إلى مكان أكثر ازدحامًا، ولكنه أقل خطرًا، و من العجيب أني أعلم جيدًا أقسام هذا المكان، أو بالأحرى هذا السوق، لفت انتباهي طفل صغير يقف على منضدة مرتفعة لا يستره سوى سروال، طفل أحمر الوجه، مهلًا ... أليس هذا نفس الطفل الذي كان في حادثة الخطف منذ قليل، اقتربت منه فرأيت سيدًا من العرب يسأله: ما اسمك؟ 
الغلام: صهيب بن الرومي 
السيد: حسنًا فلتأت معي فقد أصبحت مولًا لي 
الغلام: سمعًا و طاعة يا سيدي 
رأيتي أذهب خلفهم لا أعلم إلى أين، و لكن هذا الإسم لم يكن غريب عليّ، ظللت أراقب هذا الغلام"صهيب" حتى رأيته يتدرب على القتال و يتعلم الرماية بمهارة حتى اشتد عوده و حرره سيده، فاشتغل بالتجارة و كسب أموالًا طائلة، كنت أرى فيه من سماحة ووداعة غير معهودة، و كنت أرى فيه المغوار الذي لا يهاب الشدائد و الرامي الذي لا يخطئ تسديدة، "دار الأرقم بن أبي الأرقم"
يدخل صهيب مصطحبًا بيده عمار بن ياسر و يقفا بين يدي رسول الله
قائلًا: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدًا رسول الله .
تغير المشهد فجأة و رأيت ما هو شبيه بالمشهد الأول، رجال يحملون سيوفهم و يلحقون برجل على فرسه يتضح أنه هاربًا منهم، ولكنهم أحاطوا به، إنه "صهيب" و لكنه نزل عن فرسه بخفة فارس و براعة مغوار ووقف على مرتفع مخاطبًا إياهم و قد استل قوسه و فرد سهامه التي تعدت العشرين سهمًا قائلًا: يا معشر قريش، أنتم تعلمون أني من أرماكم، و لن يمسسني أحدكم حتى أصيب منكم رجالًا بعدد سهامي فخلوا سبيلي أذهب إلى يثرب، فرد عليه أحدهم: جئتنا عبدًا و أصبحت ذا مال 
فقال: لكم كل مالي و لكن دعوني بما علي من ملبس أذهب حيث شئت، فأذنوا له فارتحل إلى يثرب، و عند وصوله قابله النبي على مشارفها قائلًا له: ربح البيع أبا يحيى
فرد عليه صهيب: و الله ما سبقني إليك أحد بها سوى جبريل 
و .....
استفقت من نومي، لقد كان حلمًا يشرح الصدر، فتحت هاتفي لأقرأ وردي، فقرأت "و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله و الله رؤوف بالعباد".

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع